" المكان عند عرار وحبيب الزيودي : قراءة موازنة "

لعلّ كثرة وقوف الدراسات الحديثة عند المكان، وأهميته في إثراء النص الأدبي فنيا، وإبرازه من الناحية الدلالية، وغياب دراسة مستقلة تقف عند حدود الموازنة بين الشاعرين في هذا الجانب ، رغم ما تم تداوله أدبيا من إشارات تدلل على تأثر حبيب بعرار ، هو ما دعانا إلى الوقوف على هذا الأثر التوظيفي للمكان عندهما . فقد سعت هذه الدراسة القائمة على أساس الموازنة بين الشاعرين إلى بيان صور المكان وانعكاساته الدلالية في أعمالهما ، وتعرُّف أهمية توظيف المكان في الكشف عن جوانب عميقة من شخصيتيهما، وأنماط الحياة السائدة في مجتمعهما، وحضور ثقافتهما في المكان . فتقف هذه الدراسة على توضيح الموازنة والمكان الأدبي من حيث المفهوم، والكشف عن صور المكان وأبعاده الدلالية في أشعارهما ، بالوقوف على مجموعة من الأشكال المكانية هي: المدينة ، والقرية ، والريف، والبادية ، والمكان المغلق ، وكذلك تشكيل المكان عند الشاعرين ،والذي ساهم في إبراز الجانب الدلالي ، والذي تجلّى في التكرار الشعوري الذي عكس أبعادا نفسية عندهما، و الشكل التعبيري القائم على التصوير والعناية بالتفاصيل، والشعريّة الناجمة عن ذلك . وقد جاء الاعتماد على النص الشعري في تناول الجوانب المتصلة بالأبعاد الفنية والدلالية ، وفي ما تم من تحليل و ما خُلص إليه من نتائج ، فكان النص هو المنطلق والمرتكز . وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج المتعلقة بأثر توظيف المكان ، وصوره وانعكاسه الجمالي والدلالي داخل النص ، والتي استقاها الباحث في إطار البحث .