الدلالات التربوية للسلوك الحيواني في السنة النبوية

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن الأساليب النبوية في تعزيز السلوك الإنساني وتعديله، والوقاية من السلوكيات الخاطئة، وذلك من خلال استنباط الدلالات التربوية في السلوك الحيواني في السنة النبوية. ولتحقيق هذا الهدف اتبعت الدراسة الحالية المنهج الاستقرائي للأحاديث النبوية الواردة في السلوك الحيواني، وذلك من خلال تخريج الأحاديث وبيان ما ذكره أهل العلم في درجتها إن لم تكن في الصحيحين أو أحدهما أما إن كانت في الصحيحين أو في أحدهما فإني أكتفي بذلك، والمنهج الاستدلالي حيث تم استنباط الدلالات التربوية من السلوك الحيواني، وقام الباحث بدراسة استقرائية للأحاديث التي تناولت سلوك الحيوان في السنة النبوية، ثم تصنيفها في حقول يظهر كل حقل منها سلوكاً معيناً. وتم تقسيم هذه الدراسة إلى أربعة فصول: حيث تناول الفصل الأول مفهوم علم سلوك الحيوان وخصائصه وأشكاله، في حين تناول الفصل الثاني تعزيز السلوك الإنساني من خلال استنباط الدلالات التربوية من السلوك الحيواني، حيث تضمن الفصل مفهوم السلوك الإنساني والعوامل المؤثرة فيه وخطوات تعزيز السلوك الإنساني، وتضمن أيضاً إيضاحاً لأبرز الأحاديث التي تناولت السلوك الحيواني وكان القصد منها تعزيز السلوك الإنساني، كما وتناول أبرز الأساليب التربوية المتضمنة في السلوكيات الحيوانية التي قصد بها تعزيز السلوك الإنساني. وتناول الفصل الثالث مفهوم تعديل السلوك الإنساني وأساليبه، كما تضمن الأحاديث الواردة في تعديل السلوك الإنساني من خلال عالم الحيوان، وأخيراً تضمن الفصل المنهج النبوي في تعديل السلوك الإنساني وأبرز الوسائل التربوية المستخدمة في ذلك. وتناول الفصل الرابع الأساليب النبوية في الوقاية من السلوك الإنساني السلبي حيث تم التعرف على السلوك السلبي وخطوات الوقاية منه، والأحاديث التي تضمنتها السنة، وكان المقصود منها الوقاية من السلوكيات غير المقبولة وأبرز الأساليب التربوية المتضمنة في تلك الأحاديث. وخلصت الدراسة إلى أن السنة النبوية قد تضمنت بعض الأحاديث الدالة على تعزيز السلوك الإنساني، وذلك من خلال الاستفادة من بعض السلوكيات الحيوانية مثل توظيف سلوك الطير في البحث عن الرزق، وسلوك النحلة في جمع العسل وكلها سلوكيات يمكن الاستفادة منها في مجال تعزيز السلوك الإنساني السليم. كما بينت النتائج أن عملية تعديل السلوك في السنة النبوية تتميز بأنها تنبثق عن المنهج النبوي السليم، مما يسهم في عملية التعديل الفعال للسلوك، مع الاخذ بعين الاعتبار أن السنة النبوية استخدمت اساليب التنفير من السلوكيات الخاطئة. واخيراً كشفت النتائج أن تعديل السلوك غير الوقاية من السلوك؛ لأن تعديل السلوك يعني أن السلوك مقبول ابتداء، ولكن رافقه بعض الجوانب السلبية أثناء التطبيق، وهنا يكون دور المربي إزالة تلك المظاهر السلبية، وبالتالي تعديل السلوك بالاتجاه الصحيح، أما الوقاية من السلوك فإنها تعني أن السلوك مرفوض بحد ذاته، وبالتالي يعمد المربي إلى إلغاء مثل هذا السلوك مما يسهم في وقاية الأفراد الآخرين من الوقوع به