"الحوار الدعوي في القرآن الكريم"

بينت الدراسة أن الحوار الدعوي في القرآن الكريم جاء متعدداً من حيث الشكل و المضمون، و المجالات و المعاملات، قال تعالى: } قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى? كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ? فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{ . ] آل عمران : 64[ وأن الحوار الدعوي لابد أن يكون مثمراً على ارض الواقع ، ولكن بمعرفة ما هو الحوار بشكل عام و ما الفرق بينه وبين الجدل ، وما هو الحوار الدعوي وأنواعه وأساليبه وأهدافه ، وما هي الشروط و المواصفات للحوار الدعوي ، والأولويات و المعوقات و بيانها و أثراء الدعاة والتوازن الدعوي في منطلقات الاتجاهين الايجابي و السلبي ، وبيان كل هذه الأمور و ربطها بالقرآن الكريم الذي وجهنا التوجيه الصحيح إلى لفت الأنظار إلى الحوار الدعوي من خلال الأمر الرباني للمؤمنين بأن يحاوروا أهل الكتاب ضمن المنهجية التي تؤخذ من القرآن الكريم و بمعنى ( كلمة سواء ) التي وردت في الآية السابقة التي يستوي أمامها جميع الناس لا تفضيل لأحد على أحد في حسن المعاملة و حسن الجوار . وأن لغة الحوار الدعوي غابت عن كثير من الناس حتى أصبح كل واحد يفرض رأيه على الآخرين دون الرجوع إلى الحوار الهادف المثمر المنطلق من منهجيات دعوية مرتبطة بالقرآن الكريم ، ولأن الحوار الدعوي هو لغة الخطاب و المخاطبين لأنه لم ينتج من رأي البشر و إنما جاء من توجيهات ربانية أنزلت في القرآن الكريم ، ودعا لها النبي ? صلى الله علية وسلم ? و أمر أصحابه من كبار الصحابة ومن صغارهم إلى الحوار الدعوي والرجوع إلى القرآن الكريم لأنه رباني . وإن الحوار الدعوي هو اللغة الناتجة من مقتضيات نشر الدعوة الصحيحة لأنه يعتمد على القرآن الكريم والسنة النبوية . لذا فان الهدف الرئيسي لهذه الرسالة البحث في موضوع الحوار الدعوي في القرآن الكريم وقد اشتملت هذه لدراسة على مقدمة، و بحث تمهيدي، وثلاث فصول و كل فصل له مباحث و خاتمة و نتائج و فهرس على النحو التالي : المقدمة : وقد بينت فيها مشكلات الدراسة و أهميتها ، و أسبابها ، و منهجية البحث و الدراسات السابقة . ثم الفصل التمهيدي: وقد بينت فيه تعريف بمصطلحات البحث والألفاظ المتقاربة، وأهمية الحوار الدعوي، و أهداف الحوار الدعوي، و الفرق بين الحوار والجدال ، و الفرق بين الحوار الدعوي و الحوار بشكل عام . ثم الفصل الأول : يبين أنواع الحوار الدعوي في القرآن الكريم، و الحوار الرباني الدعوي التأهيلي، و حوار الملائكة في القرآن الكريم، و حوار الأنبياء، و حوار الإرشاد الدعوي، و الحوار الاجتماعي و الموضوعي. ثم الفصل الثاني : يبين أساليب الحوار الدعوي ، الأسلوب الوصفي التصويري و الأسلوب ألحجاجي ألبرهاني ، و أسلوب القصة و ضرب الأمثال ، و الدعوة و الموعظة الحسنة ، و البرهان على وجود الله و على البعث و الآيات القرآنية . ثم الفصل الثالث : يبين آداب و أولويات و قواعد و معوقات و أثار الحوار الدعوي في القرآن الكريم . ثم ختمت الرسالة بأهم توصل النتائج التي توصلت لها ، ثم الفهرس و المصادر .