الدور الإسرائيلي في دعم الحركات الانفصالية العربية وأثره على النظام الإقليمي العربي 1991-2014 : جنوب السودان حالة دراسة

هدفت الدراسة إلى بيان دور إسرائيل في دعم الحركات الانفصالية العربية وأثرها على النظام الإقليمي العربي ،حيث تم اختيار دولة جنوب السودان دراسة حالة، ولقد انطلقت الدراسة من فرضية أساسية مفادها "أسهمت إسرائيل دورا مميزا في دعم الحركات الانفصالية العربية "كما تم اعتماد نظرية الدور والمنهج الوظيفي والمنهج الوصفي والتحليلي كأداة منهجية ، وذلك للتأكد من صحة الفرضية وبلوغ أهداف وغايات الدراسة والإجابة على أسئلتها ،حيث أوصلتنا الدراسة إلى صحة الفرضية والتي قامت عليها الدراسة ،و أوصلتنا كذلك إلى عدة استنتاجات أهمها : إن الوجود الإسرائيلي في مشرق الوطن العربي ومغربه ساهم في بث الخلاف بين الدول العربية كما أدى إلى جر الأقطار العربية إلى نزاعات ليس لها علاقة بها ،كما أدى إلى شطر الوطن العربي وشدّ أطرافه وبلقنتة، إن الإستراتيجية الرامية إلى تجزئة الوطن العربي وجدت أن في دعمها للحركات الانفصالية مدخلا مهما لتحقيق إستراتيجيتها، كما توصلت الدراسة إلى أن انفصال جنوب السودان عزز من قيمة الدور الإسرائيلي في السودان و أدى إلى تعظيم خانة المساعي الإسرائيلية للتواجد في أقاليم أخرى في السودان كدارفور و إقليم غرب السودان ،مما أدى إلى إغراق كاهل السودان بالحروب والأزمات والتدهور ،مما أدى إلى حرمانه للاضطلاع بدوره كوحدة تجاه النظام الإقليمي العربي ،كما أوصلتنا الدراسة إلى أن العلاقات الإسرائيلية مع دول المحيط العربي مكّنت إسرائيل من احتواء حركات الانفصال العربية ، وتوصلت الدراسة بالنهاية إلى أن إسرائيل تستبطن مشروع الهيمنة الإقليمية والتي من خلاله تكسر عزلتها وتكسب شرعيتها وتكون هي القومية الرائدة في هذا الإقليم ، واستنادا إلى الاستنتاجات السابقة التي تم التوصل إليها قادتنا الدراسة إلى عدة توصيات على مستوى النظام الإقليمي العربي أهمها : المحافظة على شرعية الأقليات الدينية والقومية والحفاظ على خصوصيتها الثقافية وهويتها ،كما بجب أن تتمتع بكامل حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم تهميشها وإقصاؤها وشعورها بالعدالة الاجتماعية والتوزيعية مما يحتم عليها أن تبقى في إطار دولة الوحدة ،تفعيل العمل العربي المشترك على الصعيدين الرسمي والشعبي، و وضع الخطط الإستراتيجية التي تستند على التخطيط الجماعي على مستوى النظام العربي ،كما يجب أن تتنبه النخب العربية الحاكمة إلى مستقبل قائم على اتفاق عربي مسبق ومشترك ، وأن تتوفر إرادة جماعية عربية ،كما يجب أن تشترك جميع وحدات النظام الإقليمي العربي بالخطط الاستراتيجية لمواجهة تسييس الهويات الجزئية والمذهبية والطائفية ،وتنشيط دور جامعة الدول العربية في حل خلافاتها دون تدخل الخيارات الخارجية والتي تتحرك بأوامر الصهيونية ،كما يجب اجتذاب جميع الولاءات الفرعية والقومية على أساس (المؤسساتية)و(العدالة).