"عـلاقة الشاعـر العباسـي بأسرته حتى نهاية القرن الرابع الهجري :  دراسة في الرؤية والتشكيل الجمالي "

تَعْمَد هذه الدراسة التعرف إلى أهم جوانب العلاقة الأسرية ولا سيما العلاقات الزوجية على وجه الخصوص، وإبراز أهم ملامح وخفايا علاقة الشاعر الزوج في العصر العباسي، والكشف عن أهم الأحداث والمواقف التي رافقت تلك العلاقة، إذ استطاع الشاعر أن يرسمها ويعبر عنها من خلال شعره، وبيان أثر الشعر ودوره وتأثيره على أسمى العلاقات في الحياة، وهي العلاقة الزوجية. تقع هذه الدراسة في ثلاثة فصول، ومقدمة، وتمهيد، وخاتمة، حيث احتوت المقدمة على توضيح أهمية الموضوع، والدافع الذي دعا الباحثة إلى تطرقه، وأهم الفرضيات والأسئلة، وتفريعات البحث، وأهم الدراسات السابقة. أما التمهيد، فقد أسهم في توضيح طبيعة تكوين المجتمع العباسي، ومكانة الزوجة في ذلك العصر، وبالمقابل ما كانت عليه في العصور السابقة، كما اشتمل البحث على كشف لواقع العلاقة الزوجية، وأثر الحياة والانفتاح المجتمعي آنذاك. وقد اشتملت الدراسة في الفصل الأول على أهم الرؤى الإيجابية ضمن العلاقة الزوجية، وما مدى تأثيرها في سير الحياة الزوجية وتماسكها، وتقع في عدة أمور منها: الحب والمودة والتي عبر عنها الأزواج من خلال قصائد الرثاء، واللوم والعتاب، والحسن والجمال، والتعاون، والعشرة الطيبة، ونذكر نقيض ذلك من الرؤى السلبية التي تؤثر على العلاقة الزوجية وارتسمت في: الخصومات المالية، والذم والهجاء، الانصراف للجواري والقيان، التنكر للزوج والطلاق. أما الفصل الثاني فقد تناول علاقة الشاعر بأبنائه، ومكانة الآباء داخل الأسرة ودورهم في إعداد جيل جديد، ثم توقف عند أهم المشاعر في العلاقات الإنسانية الراقية كمشاعر الأمومة والأبوة، مع ذكر أبرز النماذج الشعرية المعبرة عما في هذا السياق، ومن أبرز المظاهر الايجابية في حب الآباء للأبناء: كالخوف والحرص عليهم، والنصح والإرشاد، والاشتياق والحنين، والرثاء، ونعرض أيضا النواحي السلبية : كالهجاء على سبيل المثال. وفي الفصل الأخير تم اختيار مجموعة من النماذج الشعرية لشعر الأزواج والأبناء لكوكبة من الشعراء العباسيين في تلك الفترة الزمنية، وقد تم دراستها وتحليلها من حيث: اللغة، والأسلوب، والصورة الفنية، والموسيقى. وقد ختمت هذه الدراسة بأهم النتائج البحثية بعد إعادة النظر والبحث والتنقيب والتي توصلت إليها الباحثة وأبرزها: 1. أن المجتمع العباسي هو امتداد وحلقة وصل تاريخية واجتماعية لما سبقه من العصور، على الرغم مما حدث فيه من امتزاج حضاري وانفتاح مجتمعي كان له دورٌ كبيرٌ في التأثير على طبيعة المجتمع العباسي آنذاك. 2. لاحظت الباحثة مدى الاختلاف والتنوع في طبيعة العلاقة الزوجية داخل المجتمع العباسي الذي كان له الدور الكبير في عكس طبيعته على تلك العلاقة من خلال محورين: الأول: على الرغم من كثرة التنوع والاختلاف في طبيعة تكوين المجتمع العباسي بسبب تداخل الأمم والشعوب إلا أن العلاقة الزوجية كان لها الأثر البالغ في رسم ملامحها والإعلان عنها: الجانب الأول: العلاقة الزوجية الايجابية من خلال عكس الحب والشوق والحنان والتودد بين كلا من الزوجين ساهمت في نشر أمة متحابة قوية، وجعلت الشاعر يبرع ويبدع في شعره. أما الجانب الثاني: وهي العلاقة الزوجية السلبية التي تعكس طابعاً سيئاً يعمل على تشتيت الشمل الأسري وزعزعة العلاقة. 3. تميز الشعر الذي عبر عن علاقة الشاعر العباسي بزوجته وأبنائه بجماليات فنية خاصة به، فجاء سهلا واضحا، بعيداً عن الغموض والتعقيد. 4. تعد هذه الدراسة مرجعاً مهماً للدارسين المهتمين بشعر الأزواج والأبناء لهذه الحقبة.