"الهجاء السياسي في الشعر العباسي حتى نهاية القرن الرابع الهجري : دراسة في المضامين"

تناولت هذه الدراسة الجوانب الموضوعيّة في شعر الهجاء السياسيّ في العصر العباسي، من قيام الدولة العباسيّة إلى نهاية القرن الرابع، وهي مدة غنية بشعرها وانتاجها، وقد تضافرت فيها عوامل وبواعث عديدة أدت إلى ازدهار الشعر الذي قيل لأسباب سياسيّة خاصة، ومن ضمنه الشعر الهجائي الذي تناول رجال الحكم والإدارة في الدولة العباسية، معبراً عن رؤى ومواقف سياسيّة ومذهبية وعقدية، فضلاً عن البواعث الشخصية التي اختلطت بتلك الرؤى والمواقف. ومن أجل دراسة هذا النوع من الهجاء السياسيّ، رأى الدارس بعد الاستقراء أن هجاء رُموز الخلافة ورجال الحكم والإدارة يشكل اللون المميز للأهاجي السياسيّة في هذا العصر، فقد حمّل الشعراء هذا الهجاء مواقفهم السياسيّة ورؤاهم العقدية وأفكارهم المذهبية، فضلاً عن مواقفهم الذاتية، وعليه قامت الدراسة على خمسة فصول. أمّا الفصل الأول، فقد تناول هجاء الخلفاء العباسيين، وعرض بواعث هذا الهجاء، ونماذج مما نال الخلفاء العباسيين من أهاجي الشعراء التي طالت رأس السُّلطة، كما تطرق هذا الفصل إلى ما قاله الشعراء في تصوير خراب مؤسسة الخلافة. وجاء الفصل الثاني للحديث عن هجاء الوزراء، فكشف عن بواعث هذا الهجاء ومواقف الشعراء من تعيين الوزراء وسيرهم السابقة وظلمهم وتعديهم. وعُقد الفصل الثالث للحديث عن هجاء الولاة والقادة، مبيناً بواعث هذا الهجاء ومواقف الشعراء من تعيين الولاة والقادة، مع تفعيل المعاني التي تناولتها أهاجي الولاة والقادة، وموقف الشعراء من النكبات التي حلّت بهم. وجاء الفصل الرابع للحديث عن هجاء القضاة، متناولاً بواعث هذا الهجاء وأهمّ معانيه، كاشفاً اللثام عن موقف الشعراء من نكبات القضاة، وأخيراً عُقد الفصل الخامس للحديث عن هجاء كُتّاب الدَّولة العباسيّة، فأشار إلى بواعث هجائهم واتجاهاته ومواقف الشعراء من نكباتهم. وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج المهمة التي أوضحت أهمية الهجاء السياسي في العصر العباسي، ومشاركة كبار الشعراء فيه، وقيام هذا الشعر بدور إصلاحي في تنبيه الدّولة على مواطن الخلل والفساد والضعف، ورسم صورة لما يجب أن تكون الأُمور عليه.