"مواقف إنسانية في الشعر الإسلامي والأموي  : (علاقة الشاعر بزوجه نموذجاً)"

تحاول هذه الدراسة الكشف عن جوانب الحياة الزوجية، وتقديم صورة عن علاقة الشعراء الأزواج في العصرين الإسلامي والأُموي، وإلقاء الضوء على بعض الأحداث والمواقف الإنسانية التي مرّت بها تلك العلاقة التي عبر عنها الشعراء في شعرهم، والكشف عن دور الشعر وأثره في إبراز العلاقة الزوجية. تقع هذه الدراسة في ثلاثة فصول ومقدمة وتمهيد وخاتمة، حيث اشتملت المقدمة على تبيان حدود الموضوع وأهميته والفرضيات والأسئلة المطروحة، وتقسيمات البحث، وأهم الدراسات السابقة. أما التمهيد، فقد بحث في طبيعة تكوين المجتمع الإسلامي والأُموي، ومكانة الزوج في ذينك العصرين ومقارنتها مع عصر ما قبل الإسلام، كما بحث العوامل المؤثرة في العلاقة الزوجية. وتناولت الدراسة في الفصل الأول، مظاهر العلاقات الزوجية الإيجابية بين الأزواج، والكشف عن المواقف الإنسانية الإيجابية بينهما، وما كان لها من أثرٍ في تقوية العلاقة وتماسكها، وجاء هذا الفصل في أربعة محاور هي: المدح، والغزل، والشوق والحنين، والرثاء. أما الفصل الثاني، فقد بُحث فيه الجانب الآخر من العلاقات الزوجية، حيث درست المظاهر السلبية في علاقة الشعراء الأزواج، وأبرز المواقف السلبية في تلك العلاقة التي تمثلت في التنكر للزوج، واللوم والعتاب، والمغايظة والمغاضبة، والهجاء، والطلاق. أما في الفصل الثالث والأخير في هذه الدراسة، فقد اختير نماذج من شعر الأزواج في هذه المدة، وتم دراستها وتحليلها من حيث: اللغة، والأُسلوب، والصورة الفنية، والموسيقى. وأخيراً، جاءت الخاتمة لتحمل بعض النتائج التي توصل إليها الباحث من هذه الدراسة، وأهمها: أولاً: حظي الرجل والمرأة مكانتهما الإنسانية الطبيعية في الحياة بمجيء الإسلام، ونالا حظهما من الكرامة والرفعة، على عكس ما كانت عليه حالهما في الأمم والشعوب السابقة على الإسلام. ثانياً: تأثرت العلاقة الزوجية في العصرين الإسلامي والأُموي بجملة من العوامل ذات حدين: تمثل أحدهما في تماسك العلاقة الزوجية وتقويتها، وإكسابها فاعلية وحيوية، فكان أن أظهر الزوج الحب والعشق لزوجه، فأخذ يمدح، ويتغزل، ويتشوق، ويرثي. أما الثاني: فقد تمثل في تقطيع العلاقة وزعزعتها، فثارت مشاعر الكره والبغض عند الزوج، فتراه يتنكر لزوجه، ويغيظه، ويهجوه، ويلومه. ثالثاً: لقد شغلت هذه العلاقة حيزاً واسعاً في الشعر الإسلامي والأموي، فكان لها أثر في تطوره وتجديده. رابعاً: كان للزوجين على حد سواء، أثر في دفع الزوج إلى الوصف والتصوير، والكشف عن كثير من تفاصيل الحياة الزوجية، وما يدور فيها من مواقف حياتية خاصة. خامساً: تبين من استقراء نصوص الشعراء الأزواج أن مظاهر التقليد والتجديد في شعرهم بدت واضحة، فمن الشعراء من ذهب مذهب الجاهلين من وقوف على الأطلال، ووصف رحلة البحث عن المحبوبة، ثم الولوج إلى غاية القصيدة، ومنهم من انصرف عن ذلك كله، بحكم الحالة النفسية التي تسيطر عليه، فشرع في إظهار مشاعره وأحاسيسه مباشرة. سادساً: اختلفت أساليب الشعراء قوة أو ضعفاً مقارنة مع غيرهم من الشعراء، أو مع أنفسهم في الأغراض الشعرية الأخرى، كما تفاوتت لغتهم الشعرية ما بين صعوبة وسهولة.