ديوان عبد القادر الجيلاني : دراسة أسلوبيّة

تناولت هذه الدراسة شعر عبد القادر الجيلاني: دراسة أسلوبيّة، تربط النسيج اللغويّ بقيمه التعبيريّة، هادفة إلى تحليل نتاجه الشعريّ في ضوء تضافر المناهج؛ وذلك أن الدراسة الشاملة للديوان لا يمكنها إلا أن تفيد من غير منهج. ونظرت هذه الدراسة إلى شعر الجيلانيّ بوصفه نصوصاً متعددة المستويات؛ فراحت تحلّلها، وتحصي مكوِّناتها الأساسيّة، وتقابل بين مستويات التراكيب المختلفة، واعتبرت أن لكل عنصر لغويّ وظيفته التي يؤديها في إطار النص الذي ورد فيه، وربطت ما ورد في شعره من مكونات لغويّة بمبدعها الذي اختارها دون غيرها ليشكّل خطابه الإبداعيّ. جاءت الدراسة في بابين، لكل باب فصلان: الباب الأول: ظواهر أسلوبيّة إيقاعيّة وتركيبيّة. الفصل الأول : ظواهر أسلوبيّة إيقاعيّة. الفصل الثاني : ظواهر أسلوبيّة تركيبيّة. الباب الثاني: ظواهر أسلوبيّة بلاغيّة ودلاليّة. الفصل الأول: ظواهر أسلوبيّة بلاغيّة. الفصل الثاني: ظواهر أسلوبيّة دلاليّة. ورأت الدراسة أن الجيلانيّ ? شاعرًا - استطاع أن يرقى في توظيف معطيات النظام اللغويّ بمستوياته المتعددة؛ ليخدم النص الشعريّ من الناحية التعبيريّة والتأثيريّة والجماليّة؛ ذلك أنه قد جمع في النص الواحد تقنيات متعددة. أما أبرز النتائج التي توصلت الدراسة إليها: على المستوى الإيقاعيّ: تفنّن الجيلاني في اختيار قوافيه، وتشكيلاته الصوتيّة الداخليّة، وانسجامهما مع دلالات القصيدة. وفي المستوى التركيبيّ: كثف الجيلاني من التراكيب الإنشائيّة بوصفها مؤشرات دلاليّة. كما اضطلع الفعل بوصفه عنصرًا مهمًا في بناء النصوص بدور متميّز. وفي المستوى البلاغيّ: مال الجيلاني في صورته الشعريّة نحو البساطة، وجاءت عواطفه متنوّعة، وأكثر من توظيف ظاهرة المحسنات البديعيّة في شعره . وفي المستوى الدلاليّ: سيطرت الحقول الدلاليّة (الحب، والمعرفة، والخمر) على مكونات اللغة في قصائده. كما ظهر (التّناص) والاعتناء به، وخاصة التناص الدينيّ منه . ولعلّ هذه الدراسة قد خرجت عن النمط التقليديّ في معالجة النصوص الشعريّة القديمة، وسلكت منهجاً نقديّاً حديثاً ينزِع إلى المقاربة الموضوعيّة قدر الإمكان