"منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة من خلال رسائله إلى الملوك والأمراء : (دراسة تحليلية)"

تتناول هذه الدراسة (منهج الني صلى الله عليه وسلم في الدعوة من خلال رسائله إلى الملوك والأمراء)، وقد قسمت الباحثة هذه الرسالة إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة . أما المقدمة فقد تحدثت فيها الباحثة عن أهمية الدعوة وأن مسيرتها لا تنجح إلا بالسير على بصيرة، ولهذا تناولت منهج الدعوة وأساليبها من خلال تحليل رسائل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الملوك،و بينت قواعد الدعوة النبوية الكريمة وأساليبها الحكيمة، التي ينبغي للدعاة السير على ضوئها في الدعوة إلى الله تعالى . وتناولت فيها أيضا نظريات الرسالة من إشكالية البحث، وأسباب اختياره، وأهمية الموضوع وأهدافه، ومنهجية البحث، وكذلك الجهود السابقة المتصلة بالموضوع . وفي الفصل التمهيدي قامت الباحثة بتعريف كل من المنهج والدعوة وإظهار معناهما في اللغة والاصطلاح، ثم قامت بالتفريق بين المنهج والشرعة للتقارب بينهما، ولأنهما قد ذكرتا مجتمعتين في القرآن الكريم. ولكي تكتمل الصورة ويتضح معنى الدعوة وقفت على استعمال هذا اللفظ في سياق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة . وفي الفصل الأول تناولت الباحثة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ملوك وأمراء الدولة الرومية ولواحقها، وفيه بينت عناية الرسول- صلوات الله وسلامه عليه- بتبليغ الدعوة، وقد استعمل الرسول في سبيل تحقيق هذا الهدف الدعوة بالكلمة المقولة والكلمة المكتوبة، تحقيقا لعالمية الإسلام، وبناء على هذه العالمية أرسل -صلى الله عليه وسلم- رسائله إلى ملوك عصره وأمراء عهده. فتناولت الباحثة رسائل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الملوك والرؤساء وقامت بتحليلها ، وبهذه الرسائل تجاهل الرسول - صلى الله عليه وسلم - تماما التوسعات الاستعمارية التى كان يقوم بها الروم والفرس ضد بعض المناطق العربية وكتب - صلوات الله وسلامه عليه - لولاة هذه المناطق مباشرة، فكتب لوالى الروم على دمشق والمقوقس في مصر، وكتب إلى باذان وإلى الفرس على اليمن، وتعتبر هذه الخطوة رائعة ذات مغزى عظيم فى الدلالة على عظمة الدعوة. وبينت الباحثة طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في صياغة الكتب فكانت بمنتهى الحكمة والبراعة فالرسول فيها سمح يدعو ولا يهدد، يخاطب الملوك والرؤساء بألقابهم ويعترف بمكانتهم ويقرر أن سلطانهم في ظل الإسلام باق لهم، وكان - عليه الصلاة والسلام - يخاطب كل ملك حسب ظروفه، فإن كان من أهل الكتاب أشار إلى ما بين الأديان السماوية من روابط، وإذا كان من غيرهم أشار إلى التزام البشرية بالعودة إلى الله وترك عبادة ما سواه. هذا وقد اختير المبعوثون بحيث يعرف كل منهم لغة من سيرسل إليه. وامتدت فترة إرسال الرسل في ما بين الحديبية ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أدت الرسائل كلها مهمتها خير أداء. فأصبحت الدولة الإسلامية لها مكانتها وقوتها وفرضت وجودها على الخريطة الدولية لذلك الزمان. وفي الفصل الثاني عرضت الباحثة رسائل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الموجهة إلى الملوك والأمراء في الدولة الفارسية ولواحقها ،وكيف كانت ردود الفعل المختلفة تجاه تلك الرسائل والدعوة إلى توحيد الباري ? جل وعلا- ثم قامت بتحليل كل منها على حده. وبينت الباحثة مدى موثوقية رسائل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى أولئك الملوك. وفي الفصل الثالث تناولت الباحثة ضوابط ومنطلقات الدعوة من خلال رسائل الرسول - صلى الله عليه وسلم- إلى الملوك والأمراء،وكيف سلك النبي صلى الله عليه وسلم سبل الدعوة بالحكمة والوعظة الحسنة ثم المجادلة بالحسنى .وبينت الباحثة بعد ذلك الوصف العام لرسائل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الملوك والأمراء، وأنه(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يشرع كتبه بالبسملة وتقديم اسمه الشريف في أول كتابه تعظيما للنبوة وترفيعا لمقام الرسالة، وكان غيره من الملوك يبدأ رسالته اليه باسمه المبارك إجلالا وإعظاما للرسالة وأداء لحق النبوة السامية .كماتظهر جليا في تلك الكتب بلاغته (صلى الله عليه وآله) و تجنبه (صلى الله عليه وآله) عن الإسهاب الممل والإيجاز المخل. بينت الباحثة الفوارق الدقيقة في رسائل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للملوك وأنها كانت مؤسسة على حكمة الدعوة، فروعي فيها ما يمتاز به هؤلاء الملوك في العقائد التي يدينون بها، فعلى ملوك العالم والعالم البشري أن يتعلموا لسانه المقدس، ولغته السامية لغة القرآن المجيد، تثبيتا لهذا المرمى العظيم والغرض العالي في الدعوة . فهذا ملخص لمباحث الرسالة، حاولت فيه أن أعطي صورة إجمالية لهذا الموضوع، وقد أنهيت هذه الرسالة بخاتمة أودعت فيها أبرز ما توصلت إليه من نتائج .