الأمراض الوراثية وطرق الوقاية منها : دراسة فقهية مقارنة

هدفت هذه الدراسة إلى تناول موضوع مهم للغاية وموضوع مميز من الناحية الصحية والفقهية، حيث تتعلق برأي الفقه بأحكام الأمراض الوراثية، ومفهومها وتوضيح نظرة الشريعة الإسلامية للأمراض الوراثية، وموقفه من الآثار المترتبة على الأمراض الوراثية، والوقوف على التدابير الاحترازية التي وضعها الإسلام للوقاية من الأمراض الوراثية، فلا غرابة أن تكون هذه الأمراض وآثارها موضوعا للبحث والاستقصاء ذلك لأن الفقه الإسلامي تناول تلك الأمراض بالبحث والدراسة وما استجد منها ضمن القواعد والضوابط الفقهية. تكونت هذه الدراسة من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، تناولت الدراسة مفهوم الأمراض الوراثية في ضوء الشريعة الإسلامية، وأنواع وأسباب الأمراض الوراثية، وركزت الدراسة على بعض الأمراض كالبرص، والبهاق، ومتلازمة ادوارد، ومتلازمة داون، والأنيميا والتلاسيميا، والإعاقات، كما وأشارت الدراسة للأمراض السابقة وأسباب الوقاية والعلاج وموقف الشرع من الآثار المترتبة عليها، والتدابير الاحترازية للوقاية من تلك الأمراض. وقد توصل الباحث إلى نتائج دراسية مهمة كان من أهمها أن الإسلام حذر من الإصابة بالأمراض وخاصة المعدية، ووضع قواعد وضوابط للوقاية منها، وفي الوقت نفسه بين طرق التعامل في حالة الإصابة بها وما يترتب عليها من مصالح ومفاسد وبين الشرع إن للثقافة الطبية والصحية دور هام وبالغ الأثر في إيجاد جيل خال من الأمراض وذلك من خلال تعزيز الثقافة الطبيعة والصحية لدى الأجيال وتدريبهم على ذلك من خلال وسائل التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمدرسة والمسجد والجامعات، وقد بين الإسلام أن الأسرة درع واق، وأداة فعالة في حماية الزوجين في جميع مراحل حياتها. وأوصت الدراسة بالعمل على إنشاء مؤسسات صحية وطبية متخصصة تولي الأمراض الوراثية اهتماما كبيرا وتعمل على تقديم الإرشاد للمجتمع والأسرة والزوجين الأمر الذي يساهم بالمحافظة على الأسرة ووقايتها وصونها باعتبارها الحصن الحصين ونواة المجتمع .