ثورات الخوارج في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان (دراسة اقتصادية - اجتماعية) 65- 86هـ/ 646- 705م

لما تولى عبد الملك بن مروان سدة الخلافة، وجّه حملة ضد مصعب بن الزبير والي العراق من قبل أخيه عبد الله، واستطاع أن يأخذها منه، وفي سنة 72ه/691م استطاع أن يقضي على عبد الله بن الزبير، ومدّ نفوذه إلى باقي الأقاليم، وجمع الناس على بيعته، ومع ذلك ظل الخوارج همّاً مزعجاً يؤرق الدولة الأموية. إنه من الصعوبة بمكان أن نجد تعليلاً واضحاً ومحدّداً بشأن نشأة الخوارج، لكن الأمر المتفق عليه عند القدماء والمحدثين هو أن الخوارج باعتبارهم فرقة دينية وحزباً سياسياً قد ظهروا بشكل علني وفعّال في حادثة التحكيم المعروفة، وبعد معركة النهروان التي قادها ضدّهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- تفرق الخوارج لفرق عدة بلغ بها بعض كتّاب الفرق عشرين، وهذا الخلاف بين هذه الفرق لم يكن في أمور خطيرة تؤدي للانشقاق وتكوين فرقة مستقلة، بل إن معظم نزاعاتهم كانت تدور في كثير من الأحيان حول أمور فرعية، ومن أهم هذه الفرق المحكمة الأولى الأزارقة والنجدات والصفرية والأباضية والعجاردة، إن هذه الدراسة جاءت لتركّز على الخوارج كمادة بحث، وتدرسهم ليس من الناحية السياسية بل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.