100
دولة العين الدكتور معروف البخيت يحاضر حول القضايا الإقليمية والظروف الراهنة في الجامعة
تاريخ الخبر:[2009-11-18]
أكد العين الدكتور معروف البخيت رئيس الوزراء السابق الجهود المبذولة من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم والتي سجلت موقفاً تاريخياً للأردن لإبقاء القضية الفلسطينية في الصدارة من خلال كسب تفهم ودعم العالم لعدالة القضية وبخاصة على الساحة الأمريكية من خلال تشكيل قناعة لدى الرئيس أوباما بأولوية الملف الفلسطيني .
وأضاف في محاضرة ألقاها بدعوة من معهد بيت الحكمة في جامعة آل البيت بعنوان (القضايا الإقليمية والظروف الراهنة ) وقدمها رئيس الجامعة الدكتور نبيل شواقفة, أن الأردن الأقرب لقضية الشعب الفلسطيني باعتبار إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة إستراتيجية عليا للأردن الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود وحفز الدول العربية وحثها والتعاون معها لأخذ زمام المبادرة بالقيام بهجوم دبلوماسي وإعلامي لكسب الدعم الدولي والضغط على إسرائيل ووضع العالم أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية.
 
وبين الدكتور البخيت أن الأردن مطالب بأن يكون يقظاً ومتابعاً بدقة حتى لا يفاجأ بأن الحلول على حسابه كإسقاط حق العودة لأن أخطر ما يمكن مواجهته ظهور اتفاق سري لا يأخذ مصالحه بعين الاعتبار, مشيراً أن أهمية المتابعة الحثيثة لأي مفاوضات رسمية أو قنوات تفاوضية وتفعيل التواصل مع الشرائح الفلسطينية وتحضير المواقف الأردنية تجاه مختلف القضايا بما في ذلك أساسيات التفاوض ومنهجيته والأخذ بالمبادرات التي تناسب مصالحه وإقناع السلطة والأطراف بها.
وأضاف الدكتور البخيت بأن هناك ضرورة تاريخية لمراجعة الموقف العربي وتوحيد الصف والقرار السياسي والمنهج والمقاربة في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي , موضحاً أن انفراد الدول العربية وبخاصة القيادية بالحديث عن الإدارة الأمريكية برؤى مختلفة وأولويات متباينة أكبر خطر يواجه العرب مشددا ًعلى أن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية سيسهل التعامل مع الملف الإيراني باعتبار معالجة الملف أولوية عربية.
وأشار الدكتور البخيت إلى أنه من الضروري الاتفاق عربياً لتصعيد متدرج ومدروس في علاقاتها مع إسرائيل بدء بتخفيف الاتصالات إلى منعها كلياً وتخفيض التمثيل الدبلوماسي وسحب السفراء بالإضافة إلى إدامة الاتصال مع مؤسسات المجتمع المدني لشرح المبادرة العربية وتقوية معسكر السلام مع إسرائيل وإطلاق مبادرات تكاملية باللجوء للأمم المتحدة لإصدار قرار من مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي, بالإضافة لاستمرارية تحمل العرب مسؤولياتهم بالضغط على إسرائيل في المحافل الدولية واكتساب المزيد من الدعم الدولي لعزل إسرائيل مشيراً أن قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد لا يخدم المصالح الأردنية على الإطلاق.
وتابع الدكتور البخيت حديثه قائلاً: " بأن هناك مجموعة من السيناريوهات المتوقع حدوثها حال استمرار الوضع الراهن ببقاء أبو مازن كرئيس للسلطة أو برحيله وتعليق عملية السلام وأن اختيار رئيس جديد للسلطة لا يعني شيئاً على الصعيد السياسي كما أن استئناف المفاوضات بالتركيز على خط النهاية بعد الفشل لرسم البداية وشروط انطلاقتها , مبيناً بأنه حال استمرار إسرائيل بسياسة تهويد القدس وانسداد أمن الحل وشيوع اليأس والإحباط فمن الممكن حدوث انتفاضة جديدة لا يمكن التنبؤ بمداها".
وأشار البخيت إلى أن القبول بالعودة للمفاوضات من دون تجميد كامل للاستيطان لم يعد خياراً فلسطينياً بل انتحار سياسي وجعل مطلب تجميد الاستيطان واحداً من مرجعيات عملية السلام ومعيار نجاحها, بمعنى أن المفاوضات لا تبدأ بوقف الاستيطان ولكن المأمول أن تنتهي بإزالته حيث أن العالم عجز عن إرغام إسرائيل على تجميده فكيف له أن يفلح في تفكيك المستوطنات لاحقاً؟
وتطرق الدكتور البخيت إلى الوضع الفلسطيني الحالي من خلال إدراك جميع الدول العربية المعنية بهذا الشأن بمدىتعقيد قضاياهم الداخلية بحيث يتجنبون التدخل فيها بشكل منفرد لأن الوضع الفلسطيني الداخلي يمر بأخطر المراحل فهناك بوادر ومؤشرات على تآكل الهياكل والأطر السياسية الفلسطينية وحصول المزيد من الانشقاقات والتشرذم بحيث لا يتوقف الانقسام في فتح وحماس بل هناك بوادر على حدوث انقسامات داخل التنظيم الواحد ووجود محاور ومجموعات وخلايا وشلل.
وبين بأنه طالما أن جميع التنظيمات والفصائل الفلسطينية تؤيد الحل التاريخي بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 بما في ذلك حماس فإن مبررات استمرار الخلاف لا تعكس خلافاً حول المصالح العليا للشعب الفلسطيني وإنما الخلاف حول المصالح الفصائلية والتنظيمية.
 
وأبدى الدكتور البخيت استغرابه من تبادل الأدوار ما بين السلطة وحماس والذين بدأ مسؤلوا السلطة بإطلاق إشارات باتجاه التخلي عن اتفاقيات أوسلو بتمسك حماس بالحقائق التي أفرزتها اتفاقيات أوسلو, بالإضافة إلى تصريحات السلطة ومسؤوليتها بأن عملية السلام وصلت إلى طريق مسدود بعد 18 عاماً من التفاوض وحل الدولتين أصبح غير ممكن ويلوحون بالعودة إلى فكرة حل الدولة الواحدة وبما يعني حل السلطة وتمسك حماس بفكرة حل الدولتين.
 وكان رئيس جامعة آل البيت الدكتور نبيل شواقفة قد رحب بالمحاضر موضحاً أهمية إقامة مثل هذه اللقاء وتسليط الأضواء على جميع القضايا الراهنة من خلال الحوارات البناءة الهادفة للاطلاع على أبرز قضايا الساعة وموقف الجهات المتابعة والمختصين بهذا الشأن بما يعود بالفائدة على أبنائنا الطلبة والأكاديميين في الجامعة .
وفي ختام المحاضرة التي حضرها نواب الرئيس والعمداء وطلبة الجامعة أجاب الدكتور البخيت على أسئلة المشاركين واستفساراتهم.