100

كلمة معالي وزير التعليم العالي في جريدة الراي

أولادي على مقاعد الدرس والعلم في الداخل والخارج
  
الراي- لا مفر بعد الآن من تهنئتكم أولاً بالدرس التاريخي الذي يقدمه الأردنيون ليس للأمة فقط بل لجميع شعوب العالم وهم يظهرون مجدداً على قلب رجل واحد في مواجهة الصعاب والتحديات موحدين ومصطفين خلف كلمة الحق وسماحة الإسلام.
 يحق لكم الاسترخاء وسط بحرٍ من الفخر والاعتزاز فها هي صور شهيدكم البطل النقيب الطيار معاذ الكساسبة تستقر في قلوب البشر جميعا في القارات الخمس لتضع اسم شعبكم وبلادكم في أرقى مستويات الحضارة البشرية وتجارب الأمم الحية التي باتت منشغلة في تحليل وقراءة وتفسير تلك الكيمياء الأردنية العجيبة التي تجمع الصبر بالتحدي والأنفة بالشموخ والجدية في العمل والإنجاز بإنكار كل ما هو «شاذ» وموتور ومتطرف .
 ها هي بلادكم تضرب مثلا وأنموذجا في الالتفاف حول القيادة والمؤسسات بعدما برز الأردنيون في أبهى صور الوحدة والتضامن والتكافل فقد «وحدهم مجددا دم الشهيد الكساسبة».
 وبات خصوم الحياة والبشرية يعلمون الان أي منقلب ينقلبون فقد خسأت مناورتهم الشريرة في زرع الفتنة بين الأردنيين وإنقلب سحرهم الشرير على ساحرهم وتوحد شعبكم أمام العالم في كلمة سواء تتبرأ من المتطرفين لا بل تعلن الحرب بلا هوادة على منظري الظلام والقتل والدم وعبدة النار الذين خططوا ملياً وسط تواطؤ عدة أطراف لتشويه صورة إسلامنا العظيم وديننا الحنيف.
 يحق لكم أبناءنا جميعاً الزهو بوطنكم وشعبكم الذي تحف به الملائكة وهو يؤسس للعالم جامعته الخاصة في تعليم الوحدة والصبر والجلد والتضحية والفداء والشجاعة في قول الحق والتصدي للباطل .
 نعم هي كرامة دم الشهيد الزكي عندما «توحدنا» فتُخفق مؤامرة قوى الشر والظلام ويتجاوز شعبنا العظيم محنة الألم متطلعاً للمستقبل بعدما روى شهداء قواتنا المسلحة الباسلة وآخرهم بطلنا معاذ تراب الوطن بالعزةِ والكرامة.
 أبنائي جميعاً:
 تجاوز شعبنا الامتحان وسبق أن نصحنا الخصوم وأعداء الحياة بأن لا... يختبروننا ؛ لاتنسوا وأنتم تحتفلون بالمشهد الوطني الوحدوي أن واجباتٍ محدده تنتظرنا جميعاً إنصافاً لدم الشهيد معاذ وتفاعلاً مع تضحيات شعبكم العظيم فحماة الوطن والتراب قرروا الثأر وقاموا ويقومون بواجبهم في دك حصون الاشرار الذين «جرحونا» والباقي علينا نحن جميعا ً كلٌ في موقعه.
 واجبنا أيها الأعزاء اليوم أن ننطلق عبر صفحة الفجيعة والألم ومتطلعين للمستقبل فننشغل بالعلم والتقدم والنمو ولا نسمح لقوى التطرف التي تدعي تمثيل الإسلام بالتأثير على عقولنا وواجباتنا العلمية.
 لدي معكم مهمة خاصة في قادمات الأيام فنحن مكلفون ب «حرق» كل احتمالات تسرب التطرف والجنوح والغلو في قاعات درسنا ومؤسساتنا التعليمية ؛ مكلفون بالمهمة بنداء خاص من شهيدنا البطل معاذ الكساسبة موحد القلوب وجامع الأفئدة في مثواه الأخير بجنان الخلد بمشيئة ألله.
 مهمتنا الإنصراف للعمل والعلم والإنجاز وإعلان حرب لا هوادة فيها تحرس حدود العقل الجمعي الأردني وتقف بروحية الجندي المسئولة في حراسة مؤسساتنا التعليمية وهي تتصدى لتلك الأفكار والأدبيات المارقة الإرهابية التي تسعى للعبور بيننا أو للتسلل لأذهان شبابنا .
 تلك الأفكار «العدوة» نحن في حالة حرب معها اليوم وهي تحاول العبور دوماً عبر بعض تراثيات الجنون والتطرف الموجودة في المكتبات أو عبر وسائط التواصل الإجتماعي او عبر مناير المجانين المأزومين المكلفين بتدمير هذه الأمة وتقويض مقدراتها وتقسيمها مجددا بإسم الدين والجهاد .
 نحن طلاب العلم الأجدر بإسناد مؤسساتنا العسكرية والأمنية بالقيام بواجبات الحراسة حتى لا تعبر الأفكار الهدامة سواء تلك التي تتبناها قوى داعش الإرهابية او غيرها من تعبيرات التطرف والتشدد التي ترتدي زي الدين ودين الله منها براء.
 أحرسوا أيها الأعزاء قاعات الدرس وجامعاتكم وأبواب العلم من المارقين المهووسين المكلفين بتهديم أمتنا ؛ أُحرسوها بالتضامن والإرتقاء إلى مستوى الوحدة الوطنية التي شاهدها العالم مؤخرا؛ أُحرسوها بالعلم ونبذ العنف والكراهية والتصدي للتشدد ومساندة الحق وإحراق الأفكار الشريرة وإعلاء كلمة القانون والحفاظ على المؤسسات؛ أُحرسوها بمواجهة الهوية الفرعية وبالإرتقاء إلى مستوى الدلالات التي زرعها فينا الشهيد واهله والدروس التي خصصها لنا شعبنا العظيم فعين معاذ الكساسبة تراقبنا جميعا وعلى كل منا واجب المحافظة و الابقاء على بيئة العلم في بلدنا نظيفة و مبدعة و خلاقة.
 وزير التعليم العالي والبحث العلمي
 
 
جريدة الرأي صفحة (60)

تاريخ النشر: 2015-02-08 الى 2015-02-28

Announcment Archive