الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى من سار على هداهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وبعد:
فإن الأمن الاجتماعي ضرورة من ضرورات الحياة، ونعمة كبيرة أنعم الله بها على عباده، وإذا فقدت نعمة الأمن، فإن الحياة تصبح عسيرة، وتتوقف عجلة الإنتاج، وتزداد الجرائم، والاعتداءات على البلاد والعباد، ولا نبالغ إذا قلنا: إن حاجة الإنسان إلى الأمن والأمان أشدّ من حاجته إلى الطعام والشراب، وقد أشار الله جل وعلا إلى نعمة الأمن في كتابه العزيز في كثير من الآيات الكريمة.
فالأمن الاجتماعي من الأمور الضرورية التي يحتاجها الإنسان من أجل أن يحيا حياة طيبة، يأمن فيها على حياته وحياة أبنائه، ويدخل فيه: توفير الغذاء والدواء والكساء والمأوى وغير ذلك، فإن توفير هذه العناصر يحقق الأمن، وفقدان أحد هذه العناصر يولّد الجوع والخوف، وينتج عنه كثيرمن المنغصات التي تؤدي إلى فقدان الأمن الاجتماعي .
ونظراً لما تعانيه كثير من المجتمعات في هذه الأيام من فقدان الأمن والأمان بسبب الاضطرابات السياسية والاجتماعية، وما تشهده الساحة العربية من احتجاجات وثورات اصطلح على تسميتها بالربيع العربي، فقد ارتأت كلية الشريعة في جامعة آل البيت، وضمن سعيها في التفاعل مع قضايا المجتمع المسلم بشكل عام والمجتمع العربي على وجه الخصوص في عقد مؤتمرها العلمي الدولي الثاني بعنوان: (الأمن الاجتماعي في التصور الإسلامي) بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية وبمشاركة كوكبة من العلماء من مختلف أقطار العالم الإسلامي والعربي، وذلك في الفترة الواقعة بين 3-4 /7 /2012م.